قطوف من الشمائل المحمدية [size=25]مما لا شك فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم إنسان عرفته البشرية فهو صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود والمقام المحمود ، صاحب الغرة والتحجيل ، المذكور في التوراة والإنجيل المؤيد بجبريل ، لم يعهد التاريخ مصلحاً مثله ، أيقظ النفوس وأحيى الأخلاق ، ورفع شـأن الفضيلة ، كان مثالاً كاملاً للتضحية في سبيل رسالة رب العالمين ، فإن دلّ فإنه برهان على سمو ذاته ،ونبل مقصده، وعظمة شخصيته كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وأكرمهم واتقاهم وقد شهد بذلك ربه جل وعلا ، وكفى به فضلاً لقد كان بدهياً لمن اصطفاه الله لحمل أعظم رسالة للناس وفضله على العالمين أن يجمع له مكارم الأخلاق ، وأن يكون النموذج المثالي الحي للإنسان الكامل ، ولا غرابة في ذلك
ولدارسة شمائله صلى الله عليه وسلم ميزات كان أهمها .
1-من خلال قراءة شمائله عليه الصلاة والسلام يستطيع المسلم أن يتعايش مع سيرته العطرة واقعاً وتجربة.
2- تقريب صورة النبي صلى الله عليه وسلم الرسول والإنسان لدى الناشئة، ومحاولة الربط بينهما وبين صلاح أمرهم .
3- محاولة الرد على ما يثار من افتراءات وأقاويل مضلة تثار للطعن في شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من آن لآخر، وإبراز الجوانب المشرقة من خلال شمائله وسيرته العطرة .
وعليه فلم تكن حاجة الأمة في عصر ما إلى الاقتباس من مشكاة النبوة والسنة المباركة ومعرفة السيرة العطرة معرفة اهتداء واقتداء أشد إليها من هذا العصر، الذي تقاذفت فيه الأمة أمواج المحن وتشابكت فيه حلقات الفتن ، وعلت فيه الأهواء ، واستكملت المزاعم والآراء ، وواجهت فيه الأمة ألواناً من التصدي السافر والتحدي الماكر،والتآمر الحائر من قبل أعداء الإسلام الذين رموه عن قوس واحدة ، إننا بحاجة ماسة إلى الوقوف طويلاً للمحاسن ومراجعتها وإن إدارة الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف وهي تقدم هذا الإصدار لعشاقها ومحبيها ، فإنها تعمق من الحقول المعرفية الرابطة بين المسلم ودينه ونبيه عليه الصلاة والسلام ، مما يزيد الإيمان ويزكي السريرة ، ويعلو بالأخلاق الفاضلة ، ولتعلم الإنسانية قاطبة والبشرية جمعاء هذه الصفحات الناصعة من رحمة الإسلام ورسول الإسلام ، وملاحظة البون الشاسع بين عالميته السامية وعولمتهم المأفونة في إهدار للقيم الإنسانية وإزدراء بالمثل والأخلاق ، وأن تدرك الأمة المسلمة اليوم الطريقة المثلى للدعوة إلى دينها وإحياء سنة رسولها عليه الصلاة والسلام إحياءً عملياً، وأن الأمة بأمس الحاجة إلى هذه الصفات والشمائل ، خلال هذه اللحظات الحاسمة من تاريخها وإلى التمسك الصحيح بدينها وسنة رسولها صلى الله عليه وسلم ، في محبة وتآلف واعتصام، وبذلك تتحقق وحدة الصف وجمع الشمل، وتوحيد الكلمة على نهج الكتاب والسنة وإن إدارة الثقافة الإسلامية وهي في أطوار تفعيل غايتها في صناعة المناخ الثقافي الإسلامي فإنها تدعوا الجميع إلى تمثل هذه الشمائل المصطفوية والسجايا النبوية حتى يكون لها تأثيراً عملياً في إصلاح المنهج، وأثراً تطبيقياً في إحكام المسيرة والبناء.
قراءة لصفحات كتاب : قطوف من الشمائل المحمدية
- المؤلف : الشيخ / محمد جميل زينو – المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة.- الناشر: إدارة الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – دولة الكويت.- عدد الصفحات : 120 صفحة من القطع الصغير طبعة 2009م .مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
*
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد ولد الرسول عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة عام الفيل علم 571 م من أبوين معروفين : أبوه عبد الله بن عبد المطلب ، وأمه آمنة بنت وهب _ سماه جده محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد مات أبوه قبل ولادته .أسماء ونسب الرسول صلى الله عليه وسلم
* اسم ونسب الرسول صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي خمسة أسماء : أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي ، وقد سماه الله رؤوفاً رحمياً " (متفق عليه) .
الرسول كأنك تراه :
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل " حسن وراه الترمذي ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه " (رواه مسلم)
من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم :
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أكثر الأنبياء تبعأً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة " (رواه مسلم
* وقال صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ،وأول من تنشق عنه الأرض ، شافع ومشفع " (رواه مسلم
* وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضلت على الأنبياء بستٍ أعطيت جوامع الكلم ، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون " رواه مسلم " * وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله ، إلا موطع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "( أخرجه البخاري )
خاتم نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم :
* عن جابر بن سمرة قال : رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . غُدّةً حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده " (رواه مسلم)
صفة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم :
* كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال: " باسمك اللهم أموت وأحيا"، وإذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور " (رواه مسلم )صوم النبي صلى الله عليه وسلم :
* سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين والخميس ؟ قال : يومان تعرض فيهما الأعمال على ربِّ العالمين فأحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم" (رواه النسائي)
* قال صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر " (رواه مسلم )قيام الرسول صلى الله عليه وسلم
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقوم حتى تنتفخ قدماه فيقال :يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه ، وعنه عليه الصلاة والسلام قال : " حُبِّب إليََّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة " (رواه أحمد)
صفة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم :
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت بجوامع الكلام ، ونصرت بالرعب ،فبينما أنا نائم رأيتُني أوتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض ، فوضعت في يدي " (رواه البخاري ).
* وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بيِّن فصلٌ يحفظه من جلس إليه" (رواه مسلم )
من زهد الرسول صلى الله عليه وسلم :
عن علقمة عن ابن مسعود قال :اضطجع رسول الله على حصير فأثر الحصير بجلده ، فجعلتُ أمسحه وأقول ،بأبي أنت وأمي : ألا آذنتنا قنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه ؟ قال : مالي وللدنيا ، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها "(رواه الترمذي )
عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم :
* كان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله ، ولا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم الشعير " (رواه أحمد ، وغيره) ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتلوى من الجوع ، ما يجد ما يملأ من الدَّقل بطنه ( الدَّقل : ردئ التمر ) (رواه مسلم)
رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم :
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رآني في المنام ، فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بي " (رواه البخاري)من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم :
1-كان أبعض الخُلُق إليه الكذب " (صحيح رواه البيهقي )
2- كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن " (رواه مسلم)
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ادّع على المشركين ، قال :
" إني لم أبُعث لعاناً ، وإنما بُعثت رحمة " (رواه مسلم )
4- كان يتفاءل ولا يتطير ( يتشاءم ) ويعجبه الاسم الحسن "(صحيح رواه أحمد )
أحاديث في الأخلاق :
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن من خياركم أحسانكم أخلاقاً " متفق عليه ، قال عليه الصلاة والسلام :" إن المؤمن ليدُركُ بحسن خلقه درجه الصائم القائم "( صحيح رواه أبو داود)
* وقال صلى الله عليه وسلم :" اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها،وخالق الناس بخلق حسن
(رواه الترمذي )
* وقال :" إن الله لم يبعثني مُعَّنتاً ولا مُتِّعنتاً ، ولكن بعثني معلِّماً وميسِّراً " ( المعنتَّ : من يشق على الناس ، والمتعنِّت : طالب المشقة ) (رواه مسلم )